جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 16)
غرض
- عنوان
- جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 16)
- المحتوى
-
آخر الاولاد حينما بلغت الخمسين + وكانت شجاعة تسرع الى
اسعاف من يمرض او بتعرض لأذى » ولو كانت حادثة خطيرة ٠
وتنغذ اوامر الطبيب بدقة وطول اناة » حتى اسماها طبيب العائلة
( الدكتورة ) ؛ فهي تعزل الولد المريض حالا عن اخوته في غسيل
ملابسه وادوات اكله . ولو كان المرض التهاب اللوزنين ٠ وبما
ان التيفوئيد كان متفشيا في لبنان » فلم يبق ولد من اولادها لم
بداهمه ذلك المرض » فكانت تقوم على تمريضه بدقة وحرص
وتفان الى ان بشفى ؛ مع ان وسائل التمريض والمداواة كانت
بدائية تقريبا بالنسبة الى هذه الايام ٠ ومع كثرة اولادها فانها لم
تفقد طفلا في امراض الاطفال ٠ أما ادخال المرضى الى المستشفيات
فلم يكن ينظر اليه بعين الرضى ف نلك الايام » لأن ذلك معناه
الاستهتار بحياة المربض ٠ وعدم تعليق الاهمية على شفائه ٠ ومع
ان امي كانت على شيء من الحدة في طباعها » اذ قد تثور لاسط
بصدر رحب وحكمة وروية » وايمان عميق تلجا اليه ليعينها على
اجنياز المصاعب والآلام ٠ وكانت تحمل اعباء البيت على كتفيها
مهما وجد عندها من مساعدات ٠ وبالنسبة لمركز والدي
السياسي ٠ فتقد كانت الاجتماعات والولاثم دائمة » حتى انه كانت
هنالك غرفة ملحقة بالمنزول ( أي غرفة استقبال الرجال ) معدة
لنزول الضيوف الوافدين من الخارج ٠ وكانت تثرف على ضبط
ما بهدر هنا وهناك ؛ لا فرق لدبها اكانت احوال ابى التجارية
رابحة الى القمة : ام كانت خاسرة الى الحضيض » فلا يآخذها
البطر في الحالة الاولى . ولا بنال منها اليأس في الثانية ٠ بل كثيرا
ما كانت تأخذ بالاقتصاد الضيق ف ايام الازمات دون ان تظهر
١ - هو جزء من
- جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين
- تاريخ
- ١٩٧٨
- المنشئ
- عنبرة سلام الخالدي
Contribute
Position: 54141 (3 views)