جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 99)

غرض

عنوان

جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين (ص 99)

المحتوى

ذهبت مع والدي الى دمشق لزيارة عسي المهاجر الى هناك » وقد
تيسكر لي فيها الاجتماع الى الذي كنت لا ازال اعد”ه خطيبي :
وذلك في منزل احدى صديقاتي وهي المرحومة بشرى ؛ عقيلة
الشهيد عارف الشهابي » الذي كان صديقه وشريكه في اصدار
الجريدة » وهاجرا معا الى دمشق ء وكنا حينذاك نقضي الاجتماع
بالتكلم عن النهضة العربية وعن مسؤولية المرآة تجاهها ‎٠‏ وهناك
اصبحت اشتم” رائحة ثورة قادمة بهي لها جد"يا في الخفاء » ومع
انني لم اطكلع على التفاصيل فقد افهمني بأسلوب غامض ان المخاطر
قد تحيق به وبرفاقه في يوم من الايام ؛ وانه بجب ان اتقبكل ذلك
بشحاعة » وان التخاذل لا يودي بنا الا الى الفشل ‎٠‏ و يبظهر انه
رأى بي شيئا من الجزع ؛ فحاول ان يريني ما ينتظرنا من تحقيق
آمال امتنا في المستقبل القريب : ويرسم لي الوجه المشرق لامة
عربية عظيمة » تنمتع باستقلال وحكم ذاتي » ويكون لها مركز
محترم بين امم الارض » ولها علم يرتفع بين اعلامها » وهل كان في
الكون امل تخفق له جوانحى اكثر من هذا الامل ؟ ومنه سمعت
لاول مرة عن الوان العلم العربي وكيفية رسم هذه الالوان ‎٠‏ وكان
بردد انه لا بد من اقتحام الصعاب » ولا بد من استعداد للتضحيات»
لكي نصل الى هذا الامل المنشود ‎٠‏ وقد عدت الى مكان هجرتنا
ف قرية بقين » وانا اشد ما اكون حماسة وترقتبا لليوم الموعود ‎٠‏
‏وقد تغلب ذلك على شعوري بالخوف على مصيره ومصير رفاقه »
ولم اعد ارى الا الامال الحلوة تتحقق خطوة خطوة ؛ الى ان
وصلتنا الانباء بانه مع بعض رفاقه قد غادروا دمشق الى مكان
مجهول ‎٠‏ وقد رأى والدي بعينه النفاذة وذكائه الوتكاد ما كان
بساورني من قلق دون ان انبس بكلمة » وكيف لي ان اتكلم وفي
13

هو جزء من

جولة في الذكريات بين لبنان وفلسطين

تاريخ

١٩٧٨

المنشئ

عنبرة سلام الخالدي